وقفة مع اللهو في ليلة الزفاف
مما ينبغى التنبيه عليه في ليلة الزفاف أن وصية الرسول عليه الصلاة والسلام بإباحة اللهو لا تعني الوقوع في المحرمات .
ومن ذلك استعمال المعازف مع الغناء بذكر ما يغضب الله من ذكر النساء وجمالهن ، وعشقهن ، ولعل الحديث النبوي التالي يوضح ذلك النهي .يروى أبو مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الْحِرَ ، والحرير والخمر والمعازف " 1 .
الْحِرَ : هو الفرج ، والمعنى يستحلون الزنا .
المعازف : هى الآت الملاهي أو الآت اللهو ولا ينبغي لنا أن ننسى قول رب العالمين " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (سورة لقمان آيه 6) 2
فقد سُئل بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية الكريمة فقال : هو الغناء والاستماع إليه 3.
وروى عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – أن رسول الله قال : (( إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت مزمارٍ عند نعمةٍ ، وصوت رنةٍ عند مصيبةٍ ))4
فكيف يستجيز العارف إباحة ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه صوتًا أحمق فاجرًا، وجعله والنياحة التي لعن فاعلها أخوين ؟!وأخرج النهي عنهما مخرجًا واحدًا، ووصفهما بالحمق والفجور
. وصفًا واحدًا ! 5
وقد أبان النبي صلى الله عليه وسلم أن الغناء بالمعازف ليس من اللهو المباح عندما قال :(( كل شيءٍ يلهو به الرجل فهو باطل إلا تأديبه فرسه، ورميه بقوسه، وملاعبته أهله )) 6
وفي حديثٍ آخر قال عليه الصلاة والسلام : (( كل شيءٍ ليس من ذكر الله فهو لغو وسهو ، إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعليمه السباحة)) 7
مشي الرجل بين الغرضين :الغرض مرمى السهم ، والمراد مشيه لجمع السهام المرمى بهما ، أو المبارزة للقتال .
تأديبه فرسه :أي تعليمه إياه بالركض والجَولانِ على نية الغزو.
ملاعبته أهله :أي المزاح معهن بالمباح، والفرح والسرور،
وللمؤمن أسوة وقدوة في الرسول صلى اله عليه وسلم المثل الكامل والأسوة الحسنة للرجال في عشرة النساء، فلقد كان ألين الناس بهن، وأشفق الناس عليهن، ويفرحهن، ويؤانسهن، ويدخل السرور إلى قلوبهن .فقيام الزوج المسلم بمؤانسة زوجته، وملاعبتها، والسعي في ممازحتهابغير باطلٍ، وإدخال السرور إلى قلبها، وذلك حتى ترفرف السعادة على دارهما.
1- حديث صحيح أخرجه البخاري (5590 ) وأبو داود (4039 ) والطبراني (3417 ) في الكبير والبيهقي ( 10 / 221 ) في سننه الكبرى.
2- سورة لقمان :6
3- خبر صحيح أخرجه الحاكم (2/411 ) وصححه وأقره الذهبي والطبري ( 21/ 39 ) في تفسيره
4-حديثٌ حسنٌ . أخرجه الترمذي ( ١٠١١ )، والبيهقي (4/ 69 ) في سننه الكبرى وله شواهد.
5- إغاثة اللهفان ( 1/ 273 ) لابن القيم
6-حديثٌ صحيحٌ . أخرحه أبو داود (2496 ) ، والنسائي ( 222/6) والترمذي ( 1688) وابن مماجة ( 2811 ) وأحمد ( 4/ 146، 148 ) والدارمس ( 2/ 205 ) في سننه .
7- حديث صحيح أخرجه النسائي ( 52 )( 53) في عشرة النساء ،