الحمدلله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنون نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة اليها فلم يتخذوا سواها شغلا وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة اليها ذللا وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا الحمدلله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لءلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل والحمدلله الذي رضى من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل وأفاض عليهم النعمة وكتب على نفسه الرحمة وضمن الكتاب الذي كتبه ان رحمته سبقت غضبه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله اما بعد:فان الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لامر عظيم وخطب جسيم عرض على السماوات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه اشفاقا ووجلا وحمله الأنسان انه كان ظلوما جهولا والعجب من غفلة من لحظاته معدودة عليه و كل نفس من انفاسه اذا ذهب لم يرجع وأنما يتبين سفه المفرط يوم الحسرة والندامة الجزء الثاني لاحقا .