Kattan Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 82 قيمة نشاط العضو : 251 تاريخ التسجيل : 24/07/2009
| موضوع: الدولة الأموية (2) يزيد بن معاوية الجمعة 28 أغسطس 2009 - 13:10 | |
|
يزيد بن معاوية 60- 64 هـ
كانت سياسة يزيد بن معاوية بناءً على الخطة التي وضعها له أبوه رضي الله عنه قبيل وفاته حيث قال له: "يا يزيد اتَّقِ الله، فقد وطأتُ لك هذا الأمر، ووليت من ذلك ما وليت فإن يكن خيرًا فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به، فأرفق بالناس وأغمض عما بلغك من قول تُؤذَي به وتُنتَقَص به، وطأ عليه يَهْنَك عيشك وتصلح لك رعيتك
وكان أمر البيعة له قد نال جدلا كثيرا في كتب التاريخ، وأكثر ما نال الجدل اعتراض أبناء الصحابة الكبار على هذه البيعة منهم ابن عمر، وعبد الرحمن ابن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير ، والحسين بن علي فبعد أن تنازل الحسن بن عليّ عن الخلافة لمعاوية كان قد رفض الحسين هذا الموقف ، لكنه ظل على علاقة حسنة بمعاوية بدليل أنه وفد عليه أكثر من مرة، ونال عطاياه، وكان معاوية يكرمه كثيرا ولكن بعد وفاة معاوية ومبايعته لابنه يزيد جهر الحسين بمعارضته لتلك البيعة وكان ما كان في موقعة الكربلاء التي قتل فيها وليس في المقام سعة لذكر القصة كاملة فآثرت أن أفرد لها موضوعا منفردا
كانت الجيوش الإسلامية عند وفاة معاوية ـ رضي الله عنه ـ تسيطر على أفغانستان وأوساط باكستان ـ ناحية الشمال ـ ثم تمتد لحدود إيران الحالية مع روسيا وفي ثغور الشام ترابط الجيوش في البحر والبر على حدود الروم، وفي عهد يزيد لم تزل الجيوش تتمم فتوحات أبيه على تلك الجهات الثلاث على الرغم من وجود الفتن، كانت جبهة أفريقيا قد توقفت زمن معاوية واكتفت بفتح تونس وربما شرقي الجزائر ـ ناحية الحدود الحالية ـ فلما استخلف يزيد استعمل عقبة بن نافع واليًا وقائدًا عامًا على إفريقية ،فجدد بناء القيروان وافتتح فتوحات عظيمة في إفريقية حتى استشهد واستمر يزيد على ما بداه أبوه من حروب متصلة مع الروم وقد غنم منهم مغانم كثيرة، وقاد بعض الجيوش بنفسه فلم يكن هذا الشاب كما روى البعض عنه لاهيا عابثا بل كان قائدا وحكيما وكان قد أحسن يزيد اختيار قواده مثل عقبة في إفريقية ، وسلم بن زياد بن أبي سفيان الذي على يديه وصل الإسلام إلى خراسان وخوارزم وبخارى،وكان المهلب بن أبي صفرة أحد قواد سلم في هذه الحروب
وفي عهد سلم افتُتِحَت بلدان شاسعة من التبت وتُرْكستان الشرقية ومن ضمنها مدينة "يارقند" ومدينة "ختن" التي فتحت عُنْوَة، وهاتان المدينتان تربضان في شمال شرقي جبال الهيمالايا. وأخيرًا... جيوش إسلامية تقاتل في المغرب، وأخرى في الصين والتركستان، وثالثة في آسيا الوسطى وذلك في عهد يزيد بن معاوية، فأين هذا من التهاون الذي وصمه به مثيرو الفتن والقلاقل، ولقد أثبتت هذه الجيوش مقدرة يزيد على التصرف السليم في شأن رفعة الإسلام على الرغم من القلاقل الداخلية إلا أنه رجل أثبت وجود الدولة الإسلامية آنذاك وجعلها مرهوبة الجانب كما كانت زمن أبيه
إلا أن حياة يزيد بن معاوية لم تدم كثيرا فقد ظل في الخلافة أربعة سنوات فقط من 60-64 هـ وكان قد عهد من بعده لابنه معاوية بن يزيد بن معاوية المريض
| |
|