Kattan Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 82 قيمة نشاط العضو : 251 تاريخ التسجيل : 24/07/2009
| موضوع: الدولة الأموية(3) يزيد بن معاوية وواقعة الكربلاء الجمعة 28 أغسطس 2009 - 13:33 | |
| قصة موقعة الكربلاء [كان الحسن بن علي قد تنازل عن الخلافة لمعاوية من قبل ، لكن هذا لم يصادف هوى من أخيه الحسين، فثار في عهد يزيد،مع أنه وأخاه كانا يترددان على معاوية أيام خلافته وكان يكرمهما،حتى أنه أطلق لهما في يوم واحد مائتي ألف،وحتى بعد وفاة الحسن كان الحسين يفد إلى معاوية كل عام فيعطيه،وقد كان في الجيش الذي غزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية سنة 51 هـ،وعندما أخذت البيعة ليزيد في حياة معاوية امتنع الحسين عنها هو وابن الزبير،وعبد الرحمن بن أبي بكر وابن عمر وابن عباس،ولما مات معاوية تمت البيعة ليزيد، وكان قد مات ابن أبي بكر، وقبل ابن عمر وابن عباس البيعة، وأصر على موقفه كل من ابن الزبير والحسين المهم أن يزيدا تولى الخلافة ، وكان لا هم له إ لا أن يبايعه من خالف ذلك ، وبالأخص الحسين وابن الزبير، فطلب هذا من عامله على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فاستشار عتبة مروان بن الحكم الذي أشار عليه بأن يطلب منهما ذلك، ومن أبى يدق عنقه قبل أن يعرفوا بموت معاوية ويظهروا الخلاف، فماطله الحسين وقال أنتظر حتى يكتمع الناس للبيعة فيبايع معهم ، فأرسل الوليد إلى يزيد: والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسينا، سبحان الله ،أقتل حسينا إن قال : لا أبايع ؟..فقال مروان: إن كان هذا رأيك فقد أصبت. ولا تفسر هذه الروايات بشكل واضح سبب تغير مروان في رأيه من محرض على قتله إلى موافق على رأي الوليد ، ويتضح أن هذا يعود إلى المؤرخين وميولهم، حتى أنهم بعد ذلك يصفون في كتبهم شماتته في مقتل الحسين، وكتب أخرى تصفه بأنه من الباكين عليه ، فالعلم عند الله . فاتجه الحسين إلى مكة يتحصن بها وكذلك ابن الزبير ، وما كادت الكوفة تسمع بذلك حتى أظهروا حقدهم القديم ، فراسلوا الحسين يناصرونه ويطلبون منه أن يقدم إليهم ليكونوا معه، فأرسل من يستخبر له من الأمر ، وكان ابن عمه مسلم بن عقيل، وما إن وصل إليهم حتى بايعوه جميعا على نصرة الحسين، وعلم يزيد بن معاوية بما كان فاستضعف عامله في الكوفة، فراسل عامله في البصرة وطلب منه أن يستأصل الفتنة التي ستشتعل في الكوفة، فوصل إليها، وعلم مسلم بن عقيل فجمع معه أربعة آلاف وحاصر قصر ابن زياد العامل الجديد على الكوفة،ولم يكن معه إلا ثلاثون رجلا، لكنهم كانوا من الأشرف والحكماء فقاموا فنصحوا الناس، فتركوا مسلما، حتى أصبح وحده بلا رفيق، واستنجد بامرأة آوته إلى دارها، فحوصرت الدار، وقبض عليه، وكان يبكي فسألوه ليس من في موقفك من يبكي على ما نزل به،فقال بل أبكي على الحسين فقد أرسلت إليه ليأتي وقد خرج من مكة من أيام، وطلب من رجل أن يرسل إلى الحسين أن يرجع ، ووصلته الرسالة فلم يصدقها وقتل مسلم وقذف برأسه من القصر وتبعه جسده ، وقتل غيره وتوالت رسائل على الحسين من العراق تدعوه إلى القدوم عليهم ، وكان قد حذره ابن عباس منهم وقال لهم إنهم أهل غدر فلا تفعل طالما أن عاملهم يحكمهم ، أما إن قهروه فاذهب لهم فهم على دين حاكمهم ويتقلبون بسرعة،وإلا فاذهب إلى اليمن،فأصر الحسين،فقال ابن عباس:فإن كنت ولا بد فاترك أهلك فإني لا أريد أن تقتل أمام نسائك وأولادك كما حدث مع عثمان بن عفان ورحل فلحق به بعد ثلاث ابن عمر راغبا فيه ، فنهاه عن أن يكمل مسيره، فقال الحسين إن معي منهم عهود وأوراق فقال ابن عمر :إني محدثك حديثًا: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة؛ فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، واللهِ ما يَلِيَها أحدٌ منكم أبدًا، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم؛ فأبى أن يرجع، فما كان من ابن عمر إلا أن اعتنقه وبكى، وقال: أستودعك اللهَ من قتيل. أما ابن الزبير فقد تعجب من مسير الحسين إلى أهل العراق وهو يعلم علم اليقين أنهم قتلوا أباه وطعنوا أخاه، فقال له: أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تُستَحَلَّ بي ـ يعني مكة ثم كتب مروان بن الحكم إلى ابن زياد يحذره من قتل الحسين قائلاً: "أما بعد فإن الحسيين بن علي قد توجه إليك وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاللهِ ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء، ولا تنساه العامة، ولا تدع ذكره آخر الدهر والسلام أما يزيد بن معاوية فقد كتب إلى ابن زياد قائلاً: "قد بلغني أن الحسين قد توجه إلى نحو العراق فضع المناظر والمسالح واحترس، واحبس على الظِّنة، وخذ على التهمة، غير أن لاتقتل إلا من قاتلك، واكتب إلي في كل ما يحدث من خير والسلام"، وهذا القول واضح وظاهر في أن لا يقتل عبيد الله الحسين وأصحابه إلا إذا قاتلوه. [/color=green]وكتب عبد الله بن جعفر إلى الحسين مع ابنيه عون ومحمد: أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حتى تنظر في كتابي هذا، فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طُفِيءَ نورُ الإسلام، فإنك عَلَمُ المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير فإني في أثر كتابي، والسلام، ثم نهض عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد أمير مكة فقال له: اكتب إلى الحسين كتابًا تجعل له فيه الأمان، وتُمَنِّيه في البر والصلة، وتوثق له في كتابك وتسأله الرجوع لعله يطمئن لذلك فيرجع، فقال له عمرو: اكتب عني ما شئت وَأْتِني به أختمه، فكتب عبد الله بن جعفر ما أراد ثم جاء إليه بالكتاب فختمه، فقال عبد الله بن جعفر لعمرو بن سعيد: ابعث معي أمانك، فبعث معه أخاه يحيى فلحقا بالحسين؛ فقرأ عليه الكتاب فأبى أن يرجع وقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقد أمرني فيها بأمر وأنا ماضٍ له، فقالا: وما تلك الرؤي؟ فقال: لا أحدث بها أحدًا حتى ألقى ربي عز جل. وفي الطريق إلى الكوفة لقى الحسين الفرزدق الشاعر فقال له: أعطاك الله سُؤْلك وأملك فيما تحب، فسأله الحسين عن أمر الناس وما وراءه؛ فقال له: قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء، فقال له: صدقت، وأثناء سير الحسين رضي الله عنه في طريقه إلى العراق بلغه خبر مقتل ابن عمه مسلم، فأثناه ذلك، واعتزم العودة إلى مكة، لكن إخوة مسلم قالوا: "والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نُقتَلَ؛ فقال: لا خير في الحياة بعدكم"..
| |
|
Kattan Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 82 قيمة نشاط العضو : 251 تاريخ التسجيل : 24/07/2009
| موضوع: تابع قصة الكربلاء الجمعة 28 أغسطس 2009 - 13:53 | |
|
استشهاد الحسين رضي الله عنه عندما أشرف الحسينُ على العراق، رأى طليعة لابن زياد، فدعا ربه وكان قوام هذه الطليعة ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد التميمي، فقال لهم الحسين: أيها الناس إنها معذرة إلى الله وإليكم إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم ورسلكم أن أَقْدِمْ علينا فليس لنا إمام لعل الله أن يجعلنا بكم على الهدى؛ فقد جئتكم فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم أقدم مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلنا منه فلم يجيبوه بشيء في ذلك، ثم قال له الحر: إنا أُمِرْنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد، فقال الحسين: الموت أدنى إليك من ذلك، ثم أمر أصحابه فركبوا لينصرفوا فمنعهم الحر من ذلك، فقال الحسين: ثكلتك أمك ما تريد؟ فقال: أما واللهِ لو غيرُك من العرب يقولها ما تركت ذِكْرَ أمه بالثكل كائنًا من كان، ولكني والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه، ثم لازمه حتى لا يتمكن من العودة إلى المدينة، ثم أتى الجيش الذي أرسله عبيد الله بن زياد وعدته أربعة آلاف فارس، والتقوا في كربلاء جنوبي بغداد، ويدل التقاؤهم في هذا المكان على أن الحسين كان متجهًا إلى طريق الشام وقد عدل عن الكوفة، وعندما التقوا خيَّرهم الحسينُ بين ثلاث فقال: "إما أن تَدَعُوني فأنصرف من حيث جئت، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فألحق بالثغور".
وكان أمير الجيش عمر بن سعد بن أبي وقاص، وكان ابن زياد قد أمره بقيادة هذا الجيش فطلب منه أن يعفيه من ذلك، لكنه أصر فقبل عمر، ولما سمع بكلام الحسين استحسنه وبعث إلى ابن زياد الذي كاد يقبله،لولا شمر بن ذي الجوشن - وهو من أصحاب الفتن - الذي قال له : لو تركته ولم يضع يده في يدكم ليكونن أولى بالقوة والعز ولتكونن أولى بالضعف والعجز،..فوافق على كلام شمر، وأرسله ومعه كتاب إلى عمر بن سعد مضمونه أن الحسين إذا لم يستسلم ويأت إلى عبيد الله فليقاتَل، وإذا لم يُرِدْ عمر أن يقاتله، فليتنحَّ عن إمرة الجيش وليسلمها إلى شمر. وعندما ورد شمر على على عمر بن سعد بن أبي وقاص وأفهمه رسالته؛ خاف عمر على نفسه من ابن زياد، ولم يقبل بأن يتنحَّى لشمر وقع القتال بين فئة صغيرة لا تبلغ الثمانين رجلاً وبين خمسة آلاف فارس وراجل، على أنه انضم إلى الحسين أفراد رأوا أن أهل العراق خانوا الحسين، وأن من واجبهم الاستماتة بين يديه، وكانت الواقعة فقُتِلَ رجال الحسين عن بكرة أبيهم (حوالي 72 رجلاً) وقتل الحسين معهم وانتهت الموقعة بشكل يدعو إلى الأسف والأسى والحزن، وحُزَّ رأسُ الحسين، وأرسل إلى عبيد الله بن زياد، وقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أنس بن مالك قال: أُتِيَ عبيد الله بن زياد برأس الحسين؛ فجعل في طست ينكت عليه، وقال في حسنه شيئًا، فقال أنس: إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبًا بالوسمة"..، قال: فانقبض..
وقد نَدِمَ عبيدُ الله بن زياد على قتله الحسين، فلذلك نجده يأمر لنساء الحسين وبناته وأهله بمنزل في مكان معتزل، وأجرى لهنَّ الرزق، وأمر لهن بنفقة وكسوة،ثم بعث ابن زياد بالرؤوس ومن بينها رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية بالشام، ونما الخبر إلى يزيد ووصلته رءوس القتلى فدمعت عينا يزيد بن معاوية وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية (عبيد الله بن زياد) أَمَا واللهِ لو أني صاحبُته لعفوت عنه، ورَحِمَ اللهُ الحسين ، ولم يكافئ الذي جاء برأس الحسين بمكافأة على عكس عادة الأمويين في ذلك ثم أكرم يزيد بن معاوية نساء الحسين وأهله وأدخلهنَّ على نساء آل معاوية وهُنَّ يبكين ويَنُحْنَ على الحسين وأهله، واستمر ذلك ثلاثة أيام، ثم أرسل يزيد بن معاوية إليهن يسأل كل امرأة عما أُخِذَ منه؟ فليس منهنَّ امرأةٌ تدَّعي شيئًا بالغًا ما بلغ إلا أضعفه لها. ثم أمر يزيد بن معاوية النعمان بن بشير أن يبعث معهنَّ رجلاً أمينًا معه رجال وخيل يصحبهن أثناء السفر إلى المدينة. وعندما ودعهن يزيد قال لعلي بن الحسين ـ علي الأصغر ـ قبَّح الله ابن سمية، أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي، ولكنَّ الله قضى ما رأيت، ثم جهَّزه وأعطاه مالاً كثيرً، وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول، وقال لعلي: كاتِبْنِي بكل حاجة تكون لك
إنا لله وإنا إليه راجعون والله أعلم ورسوله بتلك الرؤيا التي رآها الحسين رضي الله عنه
| |
|